• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

أحفى الناس بي: "من جفوته"!

د. طه محمد نجا


تاريخ الإضافة: 7/1/2016 ميلادي - 26/3/1437 هجري

الزيارات: 4786

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أحفى الناس بي: "من جفوته"!


 

(1)

كانت هذه هي المرَّة الثانية، التي أَزور فيها مدينة "أسوان" الدَّافئة، الجميلة، الطَّيِّبِ أهلُها!

 

فليتَ شِعري؛ هل أبيتنَّ فيها ليلة مثلَ تلك الليالي، أم كان: شيئًا كان؛ ثمَّ انقضى؟!

 

كان المسجد الذي تُقام فيه الدورة العلميَّة التي أُشارك فيها مسجدًا كبيرًا، فخمًا، على شاطئ النِّيل، في موقع سياحيٍّ من المدينة السياحيةِ بطبيعتها.

 

كان ذلك من شأنه أن يُغري السائحين بالدخول إلى المسجد، و"الفُرْجَة" عليه؛ كما قد تراهم يَفعلون في: "الأزهر" و"الحسين".

 

كنَّا في الفترة الصباحيَّة، وأنا جالس على الكرسي، أُلقي الدرس.

 

دخل ثلاثة نفَر من هؤلاء السيَّاح، جلسوا في مؤخِّرة المسجد، "يتفرَّجون" عليَّ؛ شيخ جالس على كرسيِّه وحوله المستمعون؛ شيء "فرجة" حقًّا!

 

لا شك أنَّ ذلك "يغيظ" أيَّ "شيخٍ" سلَفي؛ مثل العبد لله؛ وقد كان، وغاظَني الأمر.

 

لكن من غير أن يُمكنني أن أفعل شيئًا لأُخرج به "بني الأصفر" و"عُلوج الروم" من المسجد!

 

تنبيه: كانت فيهم امرأة، أو امرأتان، لا أذكر...

 

لم أُرَوِّمْ، إلَّا قليلًا، حتى تقدَّم إليَّ أحدهم؛ رجل مسنٌّ، قد ناهَز السبعين، أبيض الوجه، مشرب بحمرة؛ كحال بني قومه.. طبيب، ألماني، ممسكًا بيده كتابًا بلغته...

 

كان الكتاب: ترجمة لمعاني القرآن الكريم.

قال لي بإنجليزية؛ فهمتُها، وربما خلطَها بقليلٍ من العربيَّة:

أريد أن أدخل في الإسلام!

 

وقد كان..

فلقَّنتُه الشهادتين.. ولأول مرَّة أفعل، في حياتي!

 

(2)

لم أعد أَذكر على وجه التَّحديد: متى، أو لماذا، سجَّلتُ بياناتي في هذا "الموقع"!

 

لكن الذي كنت قد تيقنته، بعد وقت بعيد:

 

أنني قد أدركني الورع في ذلك اليوم، فسجلت فيه تاريخ ميلادي "الصحيح"..

 

فهل تُراني قد توهمت أن ها هنا: إحصاءً للمواليد؟!

 

أو أن ذلك الموقع، فرع من "مكتب التجنيد"؟!

 

أو لعلها نُهزةٌ، في فارط الأيام، لتوظيف العاطل.. الطريد!!  

 

أو ترى البائس المحزون، قد فظِع بأسرار ميلاده، ومأساة المجيء؛  

 

فسارع ينضوها عن أكتافه طيَّ "صندوق البريد"!!

 

عَزَبتْ عن خاطري: بيانات الدخول.. أو الخروج.. وعنوان الصديق.. أو "المُريد"..

  

أغلب ظني أن ذلك كله: كان صفرا.. بلا رقم، ولا نفر؛ لا قليل.. ولا عديد..

  

فأنا لم أستعمل ذلك الموقع قط..

  

ولم أفتحه، بعد تلك المرة.. قط

  

ولم أعد إليه..

  

حتى استوحش القوم من غَيبتي عنه، وطول الفراق؟!!

  

فأرسلوا لي رسالة، تهنئني بعيد ميلادي..

  

في يومه الصحيح!!

 

 

(3)

لم أَعد أذكر ذلك التاريخ على وَجه التحديد؛ فلقد كانت سفراتي - في هذا الزَّمان - كثيرات، وأنا - أيضًا - ذاكراتي مثقوبات؛ تتسرَّب منها التواريخ.. والذِّكريات!

 

كان عليَّ أن أَنتظر دوري في "قِطار" الواقفين، لإنهاء إجراءات السفَر في المطار.

 

ربَّما تكون المصادفة هي التي أَوقفتني في ذلك القطار بعينه.

 

وربَّما أكون أنا الذي لمح من بعيد أملًا في الترفُّق والسَّماحة، أو لربَّما اللَّطافة، في ذلك المكان الكئيب؛ مثل كل أماكنـ"هم"!

 

ما إن اقتربتُ من غرفة "ختم الجوازات".. حتى انتبهتُ إلى أنَّ السيدة "الضابط"، كانت نصرانيَّة.. فلقد علقَت صليبًا، في مكان بارز؛ كعادة بني قومها.

 

غاظني ذلك؛ امرأة، وأيضًا صليبيَّة؟! أغُدَّة، وموت في بيت سلولية؟!

 

فهبها "تغلظَت" معي، واخشوشنَت، على خلاف ما كنتُ أرجو، وأوقفَتني، وحوَّلَتني، ودورَتني؛ فماذا يقول الناس؟

 

واحسرتاه؛ فـ"لو غيرُ ذاتِ سوارٍ لَطَمَتْني"!

 

تذهب الظنون بي كل مذهب؛ رحت "أنشال" من الغيظ - في داخلي، طبعا - وأنخبط؛ وتنحل عقدة نفسي، ولساني، مرة، وترتبط..

  

تتقسم نفسي، في داخلي، أنفسا شتى..

  

يتعابث الطفل، ويتخابث؛ يريد أن ينزع "الكاب" من رأس "الضابط" - الأنثى - أو يقطع، من عِلاقته، "الصليب"..

  

يتكايس "الشيخ"، وينهنهه الحزم..

  

تتطاير نفس "المسافر"، شعاعا، قلقا، حَنَقًا..

 

تروح، حيرة، واضطرابا... ثم تجيء..

 

ترتفع الأصوات، وتهدر دقات القلب، كأنها طاحون قديم...

 

يهدأ ضجيج تلك "الأنفس"، كله..

 

ويخنقه الصموت... للصوت الخَفِيت:

• كل سنة وحضرتك طيِّب.

• نعم؟!

• كل سنة وحضرتك طيب؛ هل هناك أحد يسافر يوم عيد ميلاده؟!

• "معلش والله، أصل أنا مش واخد بالي إن النَّهار ده عيد ميلادي.

• وأصلًا: أول مرة حد يقول لي كده، أو يهنيني.. بعيد ميلادي"!

• شكرًا لكِ.

 

أنهَت لي إجراءات سفري..

 

 وخلَّت سبيل المسافر.. الوديع؛ الأديب!!

 

فشكرتُها.. ومضيتُ، في دربي البعيد!!

 

ولله أبوه ذلك "الكِنْدِيُّ"؛ أبو الطيب:

عَشِيَّةَ أحفَى النَّاسِ بي مَن جفَوْتُه ♦♦♦ وَأهْدَى الطَّرِيقَينِ التي أتَجَنَّبُ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
5- هكذا عرفتك رجل عاقل
أبو عمر الرياض 25-02-2016 06:33 PM

كلماتك تحمل معاني نحتاجها جميعاً منها: فضيلة الرجوع للحق.
وأهمية مراعاة باب دع ما يريبك إلا ما يريبك.
وقاعدة سد الذريعة والتي تعتبر من كمال الشريعة.
ثم قلت ترك التعليق على صنيع أخي الحبيب أنفع لقوة دلالة على المراد. والله الموفق. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

4- " من حسن الطالع" .
طه نجا - مصر 01-02-2016 03:30 PM

نعم؛ نبه شيخنا أبو عمر ، وفقه الله ، على ما في عبارة ـ من حسن الطالع ـ التي وقعت في كلامي من الغلط ، وللشيخ عبد المحسن العباد ، حفظه الله ، تفصيل في ذلك ، بحسب مراد القائل ؛ لكن السلامة أسلم ، من غير شك ، ودع ما يريبك ، إلى ما يريبك .
والله الموفق .

3- شكرا لمرروك شيخنا !!
طه نجا - مصر 08-01-2016 02:57 PM

بل مرور كريم ، من "شيخ قديم" ، حيا الله أبا عمر ، قد ظننته أول الأمر"عمر" ، فهممت أن أحمله بالسلام ، فإذا هو، من حسن طالعي، شيخنا أبو عمر. جبر الله خاطره
أسعدني مرورك أيما سعادة .

2- مرة أخرى
أبو عمرالرياض 08-01-2016 02:21 AM

نحن أمام أدب ظريف، وخبر طريف، من أديب أريب، ومن جملة ما قاله عنه أستاذه الدكتور مصطفى حلمي -حفظه الله-:"وإتقانه اللغة العربية نحواً وصرفاً وأسلوباً".
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

1- مرور من صديق قديم
أبو عمرالرياض 07-01-2016 10:49 PM

وكأن قراء الشبكة الغراء، يتمثلون بقول الفراء:
فقلتُ له أهلاً وسَهْلاً ومرحباً ... فهذا مَقيلٌ صالحٌ وصديقٌ
وفي انتظار تحقيقاته العلمية المتميزة.
وكتبه
أبو عمر غازي

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة